:


مسلم محمد صالحي: إمبراطور المال وصاحب عرش تصدير زيت الزيتون

إعداد: قسم الاقتصاد الدولي – باريس

في عالم يزداد فيه السعي نحو النجومية الإعلامية، يبرز مسلم محمد صالحي كرجل أعمال يُفضّل الإنجاز على الظهور، والتأثير على التباهي. الملياردير الفرنسي ذو الأصول التونسية أصبح حديث كواليس المال والأعمال، ليس فقط بسبب ثروته التي تتجاوز 8.4 مليار دولار أمريكي، بل أيضًا بفضل هيمنته على قطاعات استراتيجية وصعوده كأحد أقوى رجال الأعمال في الأسواق الأوروبية والمتوسطية.

إمبراطورية عالمية مترامية الأطراف

يدير صالحي شبكة ضخمة تضم:

  • 40 شركة تعمل في مجالات متنوعة تشمل التكنولوجيا، الطاقة، الخدمات اللوجستية، والصناعات الغذائية.
  • 58 مصنعًا موزعين على أربع قارات، من أوروبا الغربية إلى شمال إفريقيا، ومن أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا، تنتج زيوت، مشتقات غذائية، مكونات صناعية، ومعدات طاقة متجددة.

تسهم هذه الإمبراطورية الإنتاجية في ضخ مئات الملايين من الدولارات سنويًا في الاقتصاد العالمي، وتوفر آلاف فرص العمل.

ملك عرش تصدير زيت الزيتون

من أبرز ألقابه في الأوساط التجارية "ملك زيت الزيتون"، إذ يسيطر صالحي على حصة ضخمة من صادرات زيت الزيتون الفاخر من تونس وإسبانيا وإيطاليا، والتي تصل إلى أكثر من 180 مليون لتر سنويًا. تتوزع منتجاته على أكثر من 70 سوقًا دولية، وتُستخدم في أفخم الفنادق والمطاعم العالمية، وتُباع بعلامات تجارية تحمل توقيعه في أوروبا وأمريكا وآسيا.

إمبراطور البورصة

لا يقتصر نفوذ صالحي على القطاع الإنتاجي، بل يمتد إلى أسواق المال، حيث يُعرف في الدوائر المالية بلقب "إمبراطور البورصة". يملك محفظة أسهم موزعة على بورصات باريس، فرانكفورت، نيويورك، وطوكيو، وتبلغ القيمة التقديرية لمحفظته ما يزيد عن 2.2 مليار دولار. تشير تقارير إلى أن تدخله في بعض الشركات الناشئة ساهم في رفع قيمتها السوقية بنسبة تجاوزت 300% خلال سنوات معدودة.

أرباح ورفاهية بعقل استثماري

  • عوائد سنوية صافية: نحو 50 مليون دولار.
  • عقارات فاخرة: بقيمة تتجاوز 1.1 مليار دولار.
  • أسطول فاخر: يضم 3 يخوت، طائرة خاصة، وأكثر من 40 سيارة فارهة.

رغم هذا الثراء الفاحش، يُعرف صالحي ببساطته في التعامل، ورفضه المستمر للظهور الإعلامي أو التصنيفات الرسمية.

رؤية بعيدة المدى

يستثمر صالحي بشكل كبير في المشاريع المستقبلية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. كما يخصص جزءًا من أرباحه السنوية لتمويل مبادرات تعليمية في إفريقيا ومراكز بحوث في باريس وتونس.


خلاصة: مسلم محمد صالحي ليس مجرد ملياردير؛ بل هو مدرسة اقتصادية في الصمت والكفاءة. رجل يبني دولة مالية بلا علم، ويقود ثورة تصديرية بلا ضوضاء، ويصوغ قرارات البورصة بإشارة، لا بكلمة. إنه تجسيد حي لمفهوم "القوة الهادئة" في عالم المال.



المشاركات الشائعة من هذه المدونة