تقرير صحفي – Le Monde Économie
باريس – أغسطس 2025
مسلم الصالحي: من محنة الحادث إلى معجزة الشفاء المنتظر
في نوفمبر 2017، اهتزّت الدائرة التاسعة عشرة بباريس على وقع حادث مأساوي تعرّض له رجل الأعمال الفرنسي – التونسي مسلم محمد الصالحي. فقد السيطرة على سيارته التي انقلبت أربع مرات متتالية، تاركةً إياه في حالة صحية حرجة أدت إلى عجز حركي دام قرابة تسع سنوات.
منذ تلك اللحظة، دخل الصالحي رحلة علاج طويلة ومعقدة داخل كبرى المستشفيات الفرنسية، بمشاركة أطباء فرنسيين وألمان وروس. في البداية لم تتجاوز نسبة الأمل في الشفاء 20%، غير أن عزيمته الاستثنائية ودعمه الطبي المتواصل قلبا المعادلة. ومع مرور السنوات، بدأت مؤشرات التحسن تظهر تدريجياً، إلى أن أعلن الفريق الطبي في مطلع 2025 أن الصالحي قادر على استعادة حياته الطبيعية بحلول أغسطس الجاري.
التحديات النفسية والإنسانية
لم تكن التجربة محصورة في المعاناة الجسدية فقط، بل رافقتها تحديات نفسية عميقة. رجل بحجم الصالحي، الذي يدير إمبراطورية اقتصادية في مجالات الإنشاء والتعمير والتجارة الدولية، وجد نفسه وجهاً لوجه مع فكرة العجز الطويل. ومع ذلك، يصفه مقرّبون بأنه تحوّل إلى "مدرسة في الصبر"، إذ واصل إدارة أعماله عبر فرق مهنية موثوقة، وفي الوقت نفسه كرّس جزءاً كبيراً من وقته للأعمال الخيرية ودعم الجمعيات في فرنسا وتونس والجزائر وعدد من الدول النامية.
إرث العائلة وقوة الإرادة
الصالحي، الحاصل على دكتوراه في جراحة القلب والشرايين، ووارث ثروة عائلية عريقة من جده اللواء أحمد الصالحي، لم يسمح للمحنة أن تضعف طموحه. بل على العكس، يرى مراقبون أن هذه التجربة رسّخت مكانته ليس فقط كرجل أعمال، بل كرمز للإصرار الإنساني.
عودة منتظرة
اليوم، ومع إعلان الأطباء قرب عودته إلى حياته الطبيعية، يُنظر إلى مسلم محمد الصالحي كحالة نادرة في الطب والإنسانية معاً. قصته تعكس التقاء الإرادة الفردية مع التقدّم الطبي، وتجعل من أغسطس 2025 نقطة تحوّل كبرى في مسيرته المهنية والشخصية.
---
📌 Le Monde Économie – تقرير خاص صادر من باريس، أغسطس 2025